الأربعاء، 28 يناير 2015

ما بعد المباراة | برشلونة وأتلتيكو بوجهين مغايرين و"الشحن الزائد" أضر لا نفع !

إيجابيات | لمسة إنريكي الناجحة ونقطة مضيئة وحيدة لأتلتيكو !

- استطاع برشلونة تأمين عبوره إلى نصف نهائي كأس الملك إثر تخطي عقبة أتلتيكو مدريد الصعبة والشاقة على ملعب هو الأشرس في إسبانيا.
- ولم يتمكن البرسا من ذلك عبر أي نتيجة، ولكنه حقق الانتصار في عقر دار أتلتيكو في مدريد عن جدارة واستحقاق وهو شئ يُحسب كثيراً للويس إنريكي ورجاله.
- البلاوجرانا ظهر بوجه مغاير اليوم، لم يرد على بال سيميوني أبداً أن يظهر برشلونة بهذا الشكل. البرسا اليوم كان انتهازياً للمساحات الشاغرة في دفاعات المنافس، لعب على الهجمات المرتدة مستغلاً سرعات الـ MSN ومهاراتهم وهو ما آتي ثماره في لقطة الهدف الأول الرائع والنموذجي الذي عقد كثيراً من مهمة أتلتيكو ووضع للبرسا قدماً في نصف نهائي كأس الملك.
- ليس هذا فحسب، ولكن برشلونة استغل الهجوم المرتد كذلك في لقطة الهدف الثالث إثر تمريرة بارعة من ميسي إلى ألبا الذي قطع الملعب كله تقريباً ركضاً ليمررها حريرية إلى نيمار الذي يراوغ الحارس بكل مهارة وبرودة دم. الهجمة المرتدة لمسة تكتيكية ممتازة وناجحة من لويس إنريكي الذي بدأ يستعيد ثقة جمهور كتلونيا بعد البداية المتلعثمة لبرشلونة هذا الموسم.
- ليونيل ميسي ونيمار قدما المباراة الكاملة في رأيي .. ميسي لعب دور رائع وعظيم في صناعة اللعب فهو من بدأ لعبتي الهدفين الأول والثالث بمهارته ورؤيته المتميزتين، ونيمار كان مذهلاً في تحركاته في عمق الملعب وإنهاؤه للهجمات بالشكل المثالي.
- راكيتيتش كالعادة أثبت أنه لاعب مهم جداً في تشكيلة برشلونة حيث قام بدور دفاعي كبير جداً وعاون بوسكتس في أداء الواجبات الدفاعية في وسط الملعب، ولولا وجود الكرواتي في رأيي لالتهم أتلتيكو برشلونة، خصوصاً في أول 10 دقائق.
- حسناً فعل لويس إنريكي بتسييره الشوط الثاني بذكاء وهدوء، وأيضاً بسحبه 3 عناصر مهمة في التشكيلة الكتلونية للحفاظ عليهم من الإصابة أو حتى الإجهاد.
- النقطة المضيئة الوحيدة لأتلتيكو مدريد في هذه المباراة كانت الهدف المبكر الذي سجله الإسباني فيرناندو توريس. كم أنت رائع ومذهل يا توريس في لقطة الهدف الأول، مهاجم قناص وفتاك استلم الكرة وراوغ ماسكيرانو بكل البراعة ليسدد بكل الإتقان والحرفية وحساسية التهديف ليسجل الهدف المبكر الثالث في شباك ريال مدريد وبرشلونة وكأن توريس صار متخصص الأهداف المبكرة في شباك عملاقي إسبانيا وأوروبا. رؤية توريس يسجل بهذه الكيفية ويعود إلى مكانته الطبيعية أمر يدعو للسعادة بالنسبة لكل عشاق اللاعب وأعتقد لكل عشاق كرة القدم فالنينو قيمة كبيرة جداً في عالم الساحرة المستديرة.
سلبيات | الشحن الزائد أضر بأتلتيكو وميسي كان يجب أن يخرج
- لطالما أشدت بالروح القتالية واللعب الرجولي لأتلتيكو مدريد مع دييجو سيميوني، ولكن ما شاهدته اليوم كان عبارة عن فريق عدواني يحاول إيذاء الخصم ولا يضع أي اعتبار للروح الرياضية. كان من الواضح جداً "الشحن الزائد" لدى لاعبي الأتلتي في هذه المباراة فمعظم عناصره كانوا في قمة انفعالهم مما دفعهم لفعل أشياء غريبة جداً وصلت إلى حد أن حاول أردا توران رمي الحكم المساعد بالحذاء ! .. هل هذا معقول يا سادة؟!.
دائماً ما نقول كمحللين أنه يجب شحن الفريق الخاسر معنوياً لتقديم كل ما لديه في مباراة العودة، ولكن ما حدث كان شحناً زائداً عن المطلوب أضر كثيراً بأتلتيكو مدريد، فأبعد اللاعبون عن تركيزهم في كرة القدم وجعل الروخي بلانكوس يظهرون بأسوأ صورة أخلاقية !.
- ذلك الشحن الزائد انعكس على المردود التكتيكي لأصحاب الأرض. فأتلتيكو مدريد دخل المباراة باندفاعية هجومية غير طبيعية منذ اللحظة الأولى وكأن الفريق مُطالب بتعويض خسارة 4 أو 5 أهداف في الذهاب !. صحيح أن ذلك الاندفاع قد أسفر عن هدف تعديل الكفة إلا أنه لم يتوقف بعد ذلك الهدف بل استمر الحال كما هو عليه واستغل برشلونة المساحات الشاغرة في دفاع الأتلتي ليسجل هدف التعادل الذي صعب المأمورية أكثر على رجال سيميوني.
- كان يتعين على دييجو سيميوني أن يأمر لاعبيه بالعودة إلى العقلية المتوازنة والشكل الدفاعي الذي اعتاد أتلتيكو على تنفيذه مع التشولو وتضييق المساحات على لاعبي برشلونة وتلك الاستراتيجية قد نجحت بشكل كبير في مباراة الذهاب ولم يتقبل الروخي بلانكوس إلا هدف وحيد عن طريق ميسي من ركلة جزاء.
المدرب الأرجنتيني حاول أن يُظهر فريقه بشكل لم يعتد أبداً عليه .. ليس أتلتيكو مدريد هو ذلك الفريق الذي يهاجم ويصنع اللعب ويترك المساحات بالخلف. صحيح أن كثيرين قد هاجموا سيميوني على أسلوبه الدفاعي المبالغ فيه أحياناً ولكن ليس الحل هو أن ينقلب الحال من النقيض إلى النقيض، من فريق يدافع بكثافة ويضيق المساحات إلى فريق يهاجم بسبعة وثمانية لاعبين ويترك ثلاثي بقيمة ميسي ونيمار وسواريز يفعلان ما يحلو لهما في المساحات الشاغرة.
- يُسأل خافيير ماسكيرانو بشكل كبير عن الهدف الأول لأتلتيكو حيث مرر الكرة بشكل خاطئ ثم لم يستطع التصدي لتوريس الذي راوغه وسدد كرة رائعة.
- أعيب على فريق برشلونة عدم تكراره محاولة الهجوم المرتد بعد هدف نيمار الأول. البرسا بعد الهدف كان عندما يستحوذ على الكرة لا يحاول تكرار المرتدة السريعة، بل كان يترك الفرصة للاعبي أتلتيكو للارتداد الدفاعي وهو أمر سلبي. كان يتعين على ميسي ورفاقه تكرار المرتدة أكثر من مرة واستغلال حالة الاندفاع والتهور التي كان عليها الأتلتي على غير العادة !.
- أتصور أنه كان يتعين على إنريكي سحب ميسي في الشوط الثاني لإراحته وتفادي الإصابة بسبب العنف الرهيب الذي كان عليه عناصر الروخي بلانكوس في هذه المباراة. الليو تعرض للضرب مراراً وتكراراً في هذه المباراة وكان من الممكن أن يتعرض لإصابة من شأنها أن تضر بالبرسا كثيراً !.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق