- إنتقدناه عندما كان الفريق يحقق نتائج سلبية، و طالبت الاغلبية برأسه لأنه لم يقدم أي شيء للفريق، سيما انه لم يستقر على تشكيلة ثابتة وكل مواجهة يتحفك بأسماء جديدة، تغيرت أمور كثيرة منذ هزيمة برشلونة أمام ريال سوسيداد بملعب الانويتا، ورافق هذا السقوط الكثير من الأحداث لعل أبرزها إقالة المدير الرياضي ّأندوني زوبيزاريتا و مساعديه (كأنه كان فأل شؤم)، وعقب الاطاحة به من منصبه عاد الفريق أقوى مما كان، وما عجز عنه النادي الكتالوني خلال السنوات الأخيرة حققه أمام اتليتكو مدريد في ثلاث مباريات، واقصد هنا التفوق على الروخي بلانكوس أداءا ونتيجة في ظرف أقل من الشهر.
مباراة اياب كأس ملك إسبانيا، للمدرب لويس أنريكي الفضل الكبير في حسم نتيجتها، كيف ذلك؟ وما الذي أضافه اللوتشو في المباريات الأخيرة لبرشلونة وأين تظهر بصمته بالتحديد على الفريق، وكيف طور من أداء وأسلوب المجموعة :
● 1- برشلونة في الكرات الهوائية أصبح أقوى من ذي قبل، وعاد جيرارد بيكي الذي نعرفه، ولا يجب أن ننسى أن التأديب الذي تعرض له جعله يستفيق، وهو اللاعب الذي كان متهورا ولا يبالي بأحد لكن قرصة أنريكي وإجلاسه كثيرا بالدكة حتى كثر الحديث عن عودته للمان يونايتد من قبل وسائل الاعلام قبل ان يفند اللاعب تلك الانباء، كل هذا جعله يعود أقوى، وعاد الدفاع الذي أصبح جيدا في طريقة التمركز عند تنفيذ ضربات الأخطاء والركنيات، ولقد اعترف بها سيميوني نفسه أن برشلونة دفعه لتغيير نهجه التكتيكي في الركلات الركنية، كون دفاع الفريق أصبح منظم وأقوى، علما أن اكثر من 50/100 من أهداف الروخي بلانكوس من الركنيات،تغيرت المنظومة الدفاعية وأصبحت أقوى والفريق لم يعد يستقبل الأهداف من الهجمات المعاكسة كثيرا.
● 2- بمباراة اليوم أمام اتليتكو، كان لويس إنريكي ذكيا جدا، فالكثيرون أعتقدوا أن أكزافي من سيلعب بشكل اساسي كون برشلونة متقدم بهدف في الذهاب وسيعمل انريكي للسيطرة على الكرة والاستحواذ عليها كثيرا لإمتصاص حماس واندفاع اتليتكو، لكنه فاجأنا بإعتماده على اللعب المباشر، واستغلال الهجمات المعاكسة بإشراكه للسريع "رايكتيتش" مع انيستا كصناع لعب، منذ متى أخر مرة شاهدتم فيها برشلونة يسجل بهذه النجاعة والسرعة ومن تمريرات قصيرة من معتركه إلى شباك الخصم ؟،، إنه فكر انريكي وبصمته، ولقد أعترف بها في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة اليوم مؤكدا أنه كان يريد حسم اللقاء بالهجمات المعاكسة لأن ظروف المواجهة كانت تفرض ذلك، ولقد تدرب الفريق عليها وأجادها بدقة متناهية لم نكن نتوقعها بهاته السلاسة.
- فالهدف الأول أتى بتمريرات سريعة من الدفاع إلى ميسي إلى سواريز الذي لعبها في المساحة الفارغة مستغلا تقدم اتليتكو للأمام، واستفاد نيمار من سرعته وذكاءه وطريقة تحكمه بالكرة فسجل التعادل، اما الهجمة المعاكسة التي قطع فيها خوردي البا كل تلك المساحة في مدة زمانية لا تتعدى الـ11 ثانية فهي هجمة تدرس، الظهير الأيسر هو من تسبب في منع الهدف من ولوج شباك الفريق وفجأة وجدناه يمرر اسيست لنيمار بعد ان استلم كرة ولا في الاحلام من ميسي، البرازيلي بدوره ابهر في اللمسة الاخيرة.
مباراة اليوم ادارها انريكي جيدا، وتعامل معها بذكاء، كان اللاعبون في قمة تركيزهم رغم استقبالهم لهدف سريع جدا، ورغم تأخرهم في النتيجة في مناسبتين، لكن رغبة الفريق، وعامل الهدف المسجل بالذهاب في آخر الدقائق بملعب الكامب نو جعلنا نشاهد مباراة اخرى سيما ال 45 دقيقة الأولى التي حسم فيها كل شيء، ولأول مرة في تاريخه كمدرب يستقبل سيميوني ثلاث أهداف بملعبه في شوط واحد.
هناك كلام كثير حول اداء اللاعبين سيما نيمار داسيلفا الذي اصبح حاسما جدا ومؤثرا في اداء الفريق وايضا انسجامه وتناغمه مع ليونيل ميسي، وسواريز الذي يتحرك كثيرا ويقاتل ويبحث عن الكرة ويفتح المساحات لزملاءه، كل هذه الاشياء تحتاج للحديث عنها في مقالات اخرى منفصلة، وكيف ساهم انريكي باستفزازاته في استخراج افضل ما لدى لاعبيه.
- قبل ان اختم اود ان اشير لنقطة مهمة وتتعلق بالحارسين "اندري تير شتغين،وكلاوديو برافو" لن اعلق على روعتهم في التصدي للكرات،بل سأتحدث عن مساهمتهم في بناء الهجمات من الخلف، بمباراة البطولة التي انتهت بفوز برشلونة بثلاث اهداف لهدف، كلاوديو برافو وصلته كرة وضغط عليه ثلاثة لاعبين من اتليتكو، لم يفقد تركيزه رفع بصره فشاهد سيرجي بوسكتش غير المراقب مرر له، وبدوره مرر لميسي وجاء الهدف الذي سجله سواريز، اليوم ايضا الكرة مع شتيغن، رفع بصره كل اللاعبين في منطقة برشلونة ورغم ذلك شهد نيمار في الامام مرر له كرة سحرية سجل منها اللاعب الهدف لكن رفضه الحكم بداعي التسلل، من رجل شتيغن الى اخر لاعب غير مراقب في نصف معترك الخصم، دون الحديث عن تصدياته ولعل ابرزها التسديدة القوية التي أبعدها من معترك برشلونة في مناسبتين.
- لويس انريكي، اعاد ميسي الى الجناح ليخفف عنه الضغط والرقابة فعاد ميسي اكثر توهجا واصبح قريب جدا من المرمى، كما انه اعطى سرعة للوسط بتواجد ايفان راكيتيتش، حتى التبديلات كانت موفقة، دخول رافينها مكان المرهق راكيتيش الذي قدم أدوارا دفاعية وهجومية متوقع، واشراك رافينها اعطى قوة للوسط وحافظ على نفس الخصائص "السرعة في التمرير، واللعب المباشر"، اخراج نيمار ايضا ضروري لان كل من في الملعب بات يواجهه بعدائية وانتقل الصراع من رقعة الملعب الى الجمهور، ولو بقي اللاعب فإحتمال إصابته وارد وبقوة لأنه استفز كل من في الملعب، وتسبب في طرد القائد "غابي"، وبسببه ثم تغيير خوان فران، وبسببه استقبل اتليتكو هدفين من رجله بخبث تكتيكي ومهارة فانية احبطت المنافس ومشجعيه، كان البرازيلي حاسما وقدم ماعليه ويجب اخراجه خوفا عليه سيما ان صافرات الاستهجان كثرت ضده وقد يندفع احد لاعبي اتليتكو جراء ذلك فيقع المحظور.
- إخراج الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو ايضا ضروري،ليس لان صخرة التانغو تسبب في بعض الأخطاء المكلفة، بل لأن المدرب فطن لأسلوب اتليتكو الجديد إذ سيلعبون على الكرات الطويلة سواء العرضيات أو ضربات الأخطاء، وإشراك الفرنسي جيرمي ماثيو "الطويل" افضل في قطع هاته الكرات مع بيكي في العمق الدفاعي، أضف اليها ماسكي معرض للطرد في اية لحظة لهذا المغامرة في مثل هكذا ظروف محفوفة بالمخاطر.
الف مبروك الفوز لكل برشلوني، وهارد لك لفريق اتليتكو مدريد وانصاره.
^ ضغط عالي بعمق الخصم يُفرغ مساحات
فالخلف والاطراف بذلك نرى شتيغن يحول الكرات عالاطراف للحصول على اكثر مساحه للارتداد
مقالات أوعنا بلعيد
X 
